كشفت دراسة جديدة أنّ الإدمان على الهاتف يشبه الهيروين إلى حد ما بسبب التأثير الذي يحدثه على دماغ الإنسان.
وبحسب تقريرٍ نشرته صحيفة “التلغراف”، فإنّ الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يؤثر سلباً على حياة الناس، مشيراً إلى أنّ إمضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة يرتبط بالاكتئاب والقلق ومشاكل النوم وحتى التغيرات المعرفية في الدماغ.
ولفت التقرير أيضاً إلى أنّ “الاستخدام المفرط للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الاضطراب العقلي والسلوك المؤذي للذات والانتحار بين الشباب”، وأضاف: “كذلك، ارتبطَ إدمان الهواتف الذكية أيضاً بزيادة الشعور بالوحدة، وربما بالتأثير الضار على فترات انتباهنا”.
واستعانت كاتبة التقرير لروزا سيلفرمان بكتاب “أمة الدوبامين” الصادر عام 2021 لأستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد، آنا ليمبكي، وقالت الأخيرة إنّ “الهاتف الذكي يوفر الدوبامين الرقمي 24/7”.
وللإشارة، فإن الدوبامين يمثل مادة كيميائية في الدماغ تجعل الإنسان يشعر بالسعادة.
ونقلت سيلفرمان عن آنا ليمبكي قولها إن “ما يحدث على الأرجح هو نشوة في العقل، فالتصفح والمحفزات البصرية تطلق الدوبامين في مسارات المكافأة في دماغنا، وعند شعورنا بتضاؤل هذه النشوة، فإننا نواصل التصفح لمحاولة إعادة رفع مستويات الدوبامين، وهو ما يدخلنا في حلقة مفرغة من مطاردة النشوة، أو مطاردة الدوبامين”.
وفي سياق تقريرها، فقد سيلفرمان إلى دراسات مختلفة “أظهرت أن وجود هواتفنا الذكية يجعل أداءنا أسوأ في المهام المعرفية”، موضحة أنّ “بعض علماء الأعصاب يجادلون بأنه إذا قمنا باستمرار بالاستعانة بالهواتف الذكية لتذكر المهام، فسوف نجعل ذاكرتنا أسوأ، في حين أن الاعتماد على هواتفنا للبحث قد يقلل من كثافة مادةٍ في الدماغ، ما قد يزيد من خطر الاكتئاب والخرف”.