بحث رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، مع النائب أشرف ريفي في آخر التطورات السياسية اللبنانية، ولا سيما زيارة الموفد الفرنسي الوزير الأسبق جان إيف لودريان، في حضور النائب إيلي خوري ومعاون أمين عام الحزب لشؤون الإنتخابات جاد دميان.
عقب اللقاء الذي استغرق ساعة، خرج ريفي ليؤكد أن “لدى القوى السيادية في الوطن نواة صلبة تتحكم بمسار الأمور، خلافا لما كانت عليه الأوضاع في مجلس النواب السابق حيث كان حزب الله يتحكم بـ72 نائبا بشهادة الإيرانيين، وقد رأينا جميعا كيف حاول الحزب إيهامنا عبر حرب نفسية أنه يضمن 65 صوتا لمرشحه ساعة يشاء، إلا أن جلسة 14 حزيران أتت لتؤكد له أننا جاهزون لتطبيق الدستور ساعة يشاء وذلك من خلال عقد جلسة انتخابات كاملة”.
وأشار إلى أن “الأرقام التي أفرزتها جلسة 14 حزيران كانت لافتة وواضحة، ولو أن حزب الله اعتبرها وجهة نظر، هو الذي حاول إقناعنا بمعادلته الـ51 صوتا أكثر من الـ59 صوتا، ذكر أن الحزب صرح مرارا وتكرارا عن قدرته في التحكم باللعبة ساعة يشاء، فأوضحنا له أن هناك حالة سيادية ترفض الهيمنة الإيرانية التي يشهدها لبنان من خلاله، وهي حالة مسيحية – إسلامية متماسكة بشكل كبير، لذا نحن مستمرون في معركتنا وصامدون إن شاء الله من أجل تعزيز هذه الحالة أكثر فأكثر لنتمكن من كف اليد الإيرانية عن الوطن”.
وعن زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان، قال ريفي: “الأغلبية التقت لودريان، ونحن لنا ذكريات جميلة مع فرنسا التي حملت شعار الحرية في الثورة الفرنسية، لذلك هي تعي أن من حق الإنسان تقرير مصيره والتمتع بحرية الخيار، الأمر الذي نقاتل من أجله”.
واعتبر أن “الفرنسي يحاول الخروج من المرشح الثنائي الذي سماه ، خصوصا أن المسيحيين يرفضون أن يكون مرشح “حزب الله” مرشحهم والأمر سيان بالنسبة للسنة الذين يرفضون السفير نواف سلام لأنه لا يمثلهم، مع احترامنا لشخصيته وأكاديميته ، إلا أننا نود في خضم هذه العملية الإنقاذية للوطن أن يمثلنا رجال سياسة ودولة بكل ما للكلمة من معنى، باعتبار أن البلاد لم يعد لديها القدرة على تحمل 6 سنوات إضافية من الأزمة التي تتخبط فيها الآن”. وقال: “كان لنا وطن نتغنى به على أنه سويسرا الشرق، غير أنهم حولوه إلى مربع ومعسكر إرهابي ومصنع للكابتاغون والسموم، انطلاقا من هنا، لا نريد أن نورث أولادنا وطنا بهذه المواصفات .”
وكشف عما نقله للموفد الفرنسي: “من الناحية الأمنية، من قام بقتل شخصياتنا قتل أيضا رجالاتكم، فالجميع يعلم أن من أقدم على تفجير مقر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) والقوات الفرنسية في بيروت هو حزب الله أو جماعة إيران، حين استشهد 58 جنديا فرنسيا على أرضنا، ناهيك عن كيفية اختطاف الملحق الفرنسي وتصفيته، بالإضافة إلى قتل الباحث الإجتماعي ميشال سورا الذي كان لي دور شخصي في عملية اكتشاف جثته، وبالتالي لا يمكن للفريق الآخر ممارسة إرهابه علينا والتحكم بنا بشكل دائم، فصحيح أن المجتمع اللبناني كان في فترة من الفترات تشوبه حالة من الحذر إزاء إرهاب حزب الله الذي صنف كتنظيم إرهابي وجزء من الحرس الثوري الإيراني لدى أغلب الدول، إلا أننا اليوم تمكنا من تبديد الخوف والتردد في مواجهة هذا المشروع وكيف لا ونحن نحمل أمانة وطنية على أكتافنا وإن شاء الله سنكون على قدر هذه المسؤولية”
وفيما خص الكلام عن أنهم في كتلة “التجدد” شاركوا في انقلاب على الدستور، نفى ريفي “الاتهام”، معللا بأن “الكتلة تطالب باستمرار بتطبيق الدستور”. وقال: “الفريق الآخر انقلب على مبدأ الشراكة الوطنية وقد فاتحت المبعوث الفرنسي بهذه المسألة، كما أعربت عن أسفي حيال عدم بدء جولته من قصر بعبدا بحكم الفراغ الرئاسي، المسؤول عنه من يضرب الشراكة الوطنية بكل ما للكلمة من معنى، علما أننا نرى التعددية في لبنان قيمة مضافة إلا أنها تتطلب احترام كل فريق لحصة الآخر، وهنا نشد على يد إخواننا المسيحيين الذين من حقهم أن يكون لهم القسم الأكبر من الخيار في مسألة رئاسة الجمهورية من دون فرضه عليهم، وفي الوقت عينه نطالب كسنة، أن يبقى الخيار الأساسي لنا في مسألة تسمية رئيس الحكومة وبعده الخيار الوطني، وبالتالي، لا يمكن أن نضع دمى لتمثلنا كسنة ولتمثل الموارنة فيما يصل الى الموقع الشيعي من يريدونه، فهل يجوز أن يفرضوا علينا المواقع الثلاثة: الشيعي، السني والماروني؟ يسمحولنا”.
وختم: “نحن شركاء في الوطن وشراكتنا مبنية على أساس المساواة في الحصة، فبقدر ما لكم لنا وبقدر ما عليكم علينا، وقد ولى الزمن الذي يتم فيه فرض الدمى علينا لتمثلنا في هذه المواقع”.