كتبت راما الجراح في لبنان الكبير:
تنظيم حفلات الأعراس عام 2019 بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا وبداية الأزمة الاقتصادية، اقتصر على مراسم على “الضيق” ومن دون مدعوين خوفاً من انتقال الفيروس، وبأقل تكلفة ممكنة. هذا العام ومع بداية فصل الصيف، يبدو أنّ الأفراح ستعم نسبة كبيرة من ديار اللبنانيين، الذين على الرغم من كل الظروف والأزمات الصعبة يتمسكون ببناء مستقبل لهم ولعائلاتهم. صورٌ، واحتفالات على مواقع التواصل الاجتماعي وكأن الأحوال بخير، ولا ضغوط مادية يعاني منها المواطنون. وبعدما تدولرت بعض المداخيل، وتحسنت أحوالها نوعاً ما، إضافة إلى تحويلات المغتربين، لا بد من انتعاش هذا الموسم بعد سنوات عجاف.
موسم الأعراس لعام 2023، أحد أكثر المواسم ربحاً، وينتظره أصحاب المطاعم وصالات الأفراح، ومنظمو الحفلات بفارغ الصبر، اذ يعوّلون عليه لرفع نسبة أرباحهم. ففي السنوات السابقة، عمدت نسبة كبيرة إلى تأجيل الزفاف، حتى الانتهاء من كورونا، أو حتى تتيسر الحالة المادية للعريس كي لا يكون زفافاً صغيراً في يوم العمر! فهل تعكس هذه الصور حقيقةَ ما يعيشه اللبنانيون المقبلون على الزواج أم أنها مجرد مظاهر ليس أكثر؟ وماذا عن حفلات الزفاف، هل لا يزال فيها بذخ كما من قبل أم أن التوفير والاختصار أصبحا سيدي الموقف؟
حايك: الأعراس “High season”
أنس حايك، المسؤول عن تنظيم زينة حفلات الزفاف في مؤسسة “بيت ورد” أوضح “أننا نقوم بتنظيم حفلات الأعراس في الصالات عموماً من زينة الورد الطبيعي على مدخل الصالة، بالاضافة إلى مدخل العروسين، وهناك باقات الورود على الطاولات، وعلى المرتبة. ضمن هذه المجموعة نقدم هدية للعروسين زينة السيارة بالورد الطبيعي وبوكيه العروس، ونستطيع تنظيم كل الحفلات بحسب المبلغ المالي الذي يسمح لهما بدفعه وليش شرطاً أن يكون المبلغ خيالياً. بالنسبة الى مرتبة العروس تبدأ من سعر 350 دولاراً أميركياً، بحسب الشكل والموديل منها الطبيعي والاصطناعي”.
وأكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك إقبالاً على الأعراس هذا العام، وهذا الموسم في لبنان عموماً يكون غالباً (High season)، باستثناء عام 2019 بسبب جائحة كورونا، وبداية الأزمة الاقتصادية، ولكن تحسن الوضع تدريجاً منذ العام 2020، واليوم وصلنا إلى مرحلة ما قبل الأزمة بإنتعاش موسم الأعراس”.
خيارات بديلة
هناك خيارات بديلة يلجأ إليها العروسان بهدف التوفير”، بحسب ملاك التي تعمل في زينة المناسبات، وقالت لموقع “لبنان الكبير”: “الظروف المادية الصعبة فرضت على العروسين اللجوء إلى خيارات بديلة وهناك اقبال كبير عليها، مثلاً اليوم أعمل في صناعة بوكيه العروس بورد اصطناعي كونه أقل كلفة، ويعطي شكلاً جميلاً ومختلفاً، كما تستطيع العروس الاحتفاظ به”. أضافت: “زمن (البونبون) عاد في تقاليد الرش يوم الزفاف، هناك عدد كبير من الزبائن يطلب حوالي 20 قطعة تحتوي على ملبّس وحبة بونبون مغلفة بقماشة بيضاء مع زينة. وبالنسبة الى بطاقات الدعوة (المودرن)، تراجع الطلب عليها بصورة كبيرة، بحيث صار إرسال دعوات الزفاف عبر الواتس اب من خلال بطاقة تتميز بشكل معين وتتضمن اسم العروسين مع الدعوة الى توفير تكلفة الطباعة التي لحقتها تسعيرة الدولار”.
انخفاض في أعداد المدعوين
وعن الأسعار، أشار صاحب احدى الصالات في البقاع الى أن “الكلفة انخفضت عن الأعوام الماضية مقارنة بارتفاع سعر الدولار، مع العلم أنها ارتفعت بين العامين 2021 و2022 قليلاً، ولكن اليوم سجلت ما نسبته 35٪ انخفاضاً. في المقابل، انخفضت أعداد المعازيم، فكنا قبل الأزمة نشهد حضور أكثر من 350 شخصاً في حفلات الزفاف عندنا، أما اليوم فأفخم عرس لا يتجاوز عدد معازيمه الـ 200 شخص، والحجوزات (مفولة) حتى تشرين الأول”.
أسعار “جهاز العروس” خيالية
وأكدت العروس لمى أن “تكاليف الزفاف بكفة، وتكاليف جهاز العروس بكقة ثانية، فغلاء الألبسة الداخلية، المناشف، البيجامات، الشراشف والمخدات، وغيرها من اللوازم الأساسية تكلفتها لا تقل عن 2000 دولار أميركي، عدا عن جهاز المطبخ الذي يتضمن الصحون، الملاعق، الأوعية على أنواعها وأحجامها، بالاضافة إلى بعض الكماليات، وتبلغ تكلفته حوالي 850 دولاراً. كل هذه التكلفة (بينعملها حساب) اليوم، ولم تكن بهذا الغلاء من قبل، فهذه الأرقام خيالية، وبثمنها كنا نقوم بتجهيز مفروشات المنزل”.
الثابت في لبنان أنّ “الدولرة” طالت كل شيء حتى ما يتعلق بتجهيزات الزفاف، مقابل إمكانات مادية محدودة، ولكن على الرغم من ذلك الحياة تستمر لدى اللبناني الذي يحب بطبعه تأسيس عائلة، فعادت حفلات الأعراس بصخبٍ هذا الصيف لتعيد المشهد إلى ما كان عليه قبل الـ2019، ومبروك لعرسان 2023.