ونبدأ بمقولة: ” قالوا له: يا فرعون، مين فرعنك؟ اجاب: ما لقيت حدا يردني”.
عقود مرت والمتعاقدون في التعليم الرسمي لا يحصلون على بدل نقل أسوة بأي موظف قطاع خاص او عام في البلد .
أقر مرسوم بدل النقل لاول مرة في تاريخ التعاقد في ١٠ شباط ٢٠٢٢ إثر نضال استمر شهورًا من الاضرابات، وترافق مع اعتصامات عدة للجنة الفاعلة.
وأعيد المرسوم الى الادراج ليقر كما هو بتاريخ ٦ شباط ٢٠٢٣ بعد نضال قامت به اللجنة الفاعلة أدى الى تصادم بين رئيسة اللجنة الفاعلة الدكتورة نسرين شاهين ووزير التربية عباس الحلبي، لا سيما بعد أن صرح الوزير بوجود ثغرات تمنع تطبيق المرسوم، ومن ثم وعد بإعطاء خمسة ليترات بنزين يوميا، ومن ثم دفع مبلغ مالي يوازي قيمة الخمسة ليترات.
اليوم، حولت جداول بدل النقل للمتعاقدين أساسي الى مصرف لبنان بحسبة ٩٥ ألف ليرة، أي حوالي دولارا واحدا عن كل يوم حضور حتى ثلاثة ايام اسبوعيا كحد اقصى، وعن شهري آذار ونيسان.
حسبة ٩٥ الف لثلاثة ايام اسبوعيا، لمدة شهرين، تكون بأقصاها مليونين ونصف ليرة اي ما يوازي ٢٥ دولارا.
نعم، ان تطبيق المرسوم هو انتصار للجنة الفاعلة والشرفاء الذين ناضلوا معها على الابواق التي قالت لن تحققوا شيئا، هو انتصار لقوة الحق على الباطل، وللنضال على التخاذل، و فوز لكل استاذ مضحٍّ على زميله الذي ساوم وحصل اليوم على الفتات من جنى تعب غيره.
الا ان المريب في الامر هو ما تقوم به أبواق وزير التربية وحاشيته الذين هم اصلا كانوا يده الخفية في شق الصفوف، والوصوليين الذين استخدموا لغة المتعاقدين وحقوقهم ليتداولوها بما يخدم تآمر وزير التربية مع رئيس الحكومة عليهم، وهم اليوم يهللون ل ٢٥ دولارا، مقبّلين يدي وزير التربية الذي حرمهم حقهم في بدل نقل سنتين واعطاهم هذا المبلغ الذي يشتري بالكاد تنكة ونصف بنزين.
اللجنة الفاعلة كانت وستبقى صوت من لا صوت لهم، وفخورة بأنها في طليعة من حقق هذا الحلم لمتعاقدين قضوا اكثر من ٣٠ عاما في التعاقد دون انجاز قانون او مرسوم، كما تؤكد اللجنة ان هدفها كان وسيبقى البحث في جوهر الحقوق _ مهما كان الثمن _ ولعل في تطبيق المرسوم اليوم عبرة لكل من قال يوما اننا لا نستطيع، وعبرة أيضا ليعتبر من عليه ان يعتبر من هم ادوات وزارة التربية ومن هم حماة الحقوق.
مبروك لكل من اضرب واعتصم وضحى ودافع عن حقه حتى الرمق الاخير، هنيئا لكم ٢٥$ ثمن باهظ مقارنة برخص ثمن من بايع الحقوق ويحاول قطف انتصار ما ناضلت لاجله اللجنة الفاعلة قولا وفعلا في حين كانوا في سبات عميق.
بيروت ١٦ آب ٢٠٢٣
اللجنة الفاعلة