التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة في حق الشعوب

أحمد المالكي| كاتب متخصص في الشؤون الامريكية والعلاقات الدولية والقضايا السياسية

اتفاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني برعاية امريكية لم تؤدي إلى سلام حقيقي في الشرق الاوسط ومازالت القضية الفلسطينية تواجه عواصف الإرهاب الصهيوني التي تدمر الاخضر واليابس في فلسطين الحبيبة والارض العربية التي لن تكون إلا للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يواجه الإرهاب الصهيوني بكل شجاعة بدون ملل او خوف ويدفع الثمن من دماء اولاده ورجاله وتقف نساء فلسطين مناضلات في سبيل عودة الحق وهناك ملحمة كبيرة ضد محاولات الإرهاب الصهيوني لاحتلال الارض بالقوة وتغيير الامر الواقع بالقتل والإرهاب وقتل الشعب الفلسطيني بدم بارد.


وللأسف الدول العربية تحاول التقارب مع اسرائيل برعاية امريكية تحت مسمى السلام رغم ان هذا السلام من الاولى ان يكون مع الشعب الفلسطيني اولا قبل ان تهرول الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل الكيان الذي لا يعترف الا بالإرهاب والقتل ولم يحترم اي اتفاقات سلام في السابق ويدعي اليوم انه يريد سلام مع العرب وهو الذي قتل العرب وارتكب كل الجرائم طوال تاريخه ضد الشعوب العربية واحتل الاراضي العربية واليوم يبحث عن سلام مع الدول العربية ويحاول الكيان الصهيوني تقديم نفسه على انه يريد الخير للعرب وسوف يقدم لهم مساهمات علمية وتكنولوجية بينما الغرض من ذلك احتلال العرب بحيلة جديدة بدلا من حيله السابقة الإرهابية.

اسرائيل ليست دولة وهي كيان عنصري وارهابي ودموي والتقارب مع اسرائيل جريمة في حق الشعوب العربية التي لاتريد سلام لا طعم ولا لون ولا شكل له سوى انه سوف يكون سلام بطعم الدم العربي الذي سفكه الكيان الصهيوني بالامس مدعيا اليوم انه يريد سلام مع العرب وهو مازال يمارس ابشع الجرائم ضد العرب وينتهك مقدساتهم الإسلامية والمسيحية في القدس ويمنع العرب من زيارة المسجد الاقصى والصلاة فيه ويمنع الصلوات فيه كل يوم ويعتقل الفلسطينيين الذي يريدون الصلاة في المسجد الاقصى ويطردهم من منازلهم المحيطة بالمسجد ومن البلدة القديمة في القدس هذا الكيان لا يعرف السلام ابدا ويستخدم السلام قناع من اجل الوصول إلى اطماعه الاحتلالية لكي يحتل بلادنا العربية وينهب ثرواتها كما فعل في فلسطين.

فلسطين بحاجة إلى إجماع عربي حقيقي بدلا من البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وليس من المعقول ان يتفق العرب في بياناتهم ونرى افعالا اخرى لا تليق بالعرب ولا تليق ابدا بتاريخنا العربي العريق ولابد ان يقف العرب خلف الشعب الفلسطيني لاسترداد ارضه وارض الآباء والأجداد ولابد ان يعلم الكيان الصهيوني انه غير مرحب به على ارض العرب والعروبة لابد ان تنتفض ضد هذا الكيان وان نرفض الدعوات الامريكية للتطبيع مع اسرائيل.

الشعب الليبي قال كلمته ورفض تطبيع نجلاء المنقوش الهاربة من ليبيا الى لندن التي سوف تحميها من غضب الشعب الليبي الذي يثأر للكرامة الليبية والعربية ويثبت ان الدم والضمير العربي مازال حيا وان مافعلته نجلاء المنقوش ماهو الا خيانة وهروبها إلى بريطانيا يليق بها كما تهرب الجرذان وبريطانيا الدولة صاحبة وعد بلفور التي هي سبب احتلال الصهاينة للأراضي العربية عندما اعطت الارض لمن لا يستحق وهي لاتملك ايضا.

الشعب الليبي يستحق الاحترام والتقدير وهو شعب مناضل اثبت ان رغم الظروف التي يمر بها لايقبل ابدا ان يتنازل عن المبادئ والثوابت العربية والاخلاقية وان الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا لم ولن تنسيهم ابدا القضية الفلسطينية الذي اذا تم حلها سوف تستقر بلادنا العربية وإقامة الدولة الفلسطينية يبقى مطلبا عربيا لا تراجع ولا استسلام عنه والمملكة العربية السعودية اثبتت انها دولة كبيرة ودولة حامية للعرب والمسلمين عندما رفضت التطبيع مع اسرائيل بدون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والولايات المتحدة اعلنت ان تطبيع السعودية مع اسرائيل يحتاج إلى تقديم اسرائيل تنازلات كبيرة وهذا لن تقدر عليه اسرائيل وهذا يؤكد اصالة القيادة السعودية وحكمتها وتمسكها بالمبادئ والاخلاق العربية وتعيين سفير سعودي لفلسطين يؤكد مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة العربية السعودية وانها دائما من اولوياتها وهذا واضح في السياسة السعودية التي تدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية ونفس الموقف مصر التي تتمسك بإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ م وعاصمتها القدس الشرقية وترفض البلطجة الاسرائيلية وتطالب بالتوقف عن سفك الدماء وإيقاف بلطجية المستوطنين ومحاسبتهم على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني واستضافت اجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين مؤخرا وايضا اجتماع ثلاثي مصر والاردن وفلسطين في العلمين من اجل القضية الفلسطينية وتحاول مصر دائما بالعمل على مصالحة حقيقية بين كافة الفصائل الفلسطينية لانه السبيل الوحيد لتحرير الارض وهذه هي المواقف الرسمية العربية المساندة للشعب الفلسطيني الشقيق بالإضافة إلى الشعوب العربية التي ترفض الكيان الصهيوني الإرهابي جملة وتفصيلا.

اسرائيل لاتحترم دول الجوار المحيطة بها وتضرب كل يوم سوريا وتستهدف مطاراتها وشوارعها بالطائرات والصواريخ تحت مسمى استهداف مليشيات إيران ولانرى طائرة واحدة او صاروخ يستهدف إيران ولكن الاراضي العربية مباحة لها ولذلك الدم الفلسطيني في رقبة كل العرب ولابد من وقفة مع هذه الوقاحة الاسرائيلية وتوجيه رسائل بالغة اللهجة واتخاذ موقف عربي قوي ضد الكيان الصهيوني ولابد من مقاطعة عربية لكل من يطبع مع اسرائيل ويتناسى ابناء الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا من اجل القضية الفلسطينية العادلة والفلسطينيون لايدافعون عن انفسهم فقط بل عن كل العرب وما فعله عبدالحميد الدبيبة في ليبيا وتطبيعه مع اسرائيل جريمة في حق الشعب الليبي ولابد ان يرحل اذا كان لديه بعض الحياء رغم إن حكومته منتهية ولايتها وهو شخص غير شرعي ويحميه الغرب ولذلك ليس غريبا عليه ان يستخدم التطبيع مع اسرائيل بوابة خلفية من اجل البقاء في منصبه ولذلك هو يقدم فروض الطاعة للغرب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ووزيرة خارجيته دفعت ثمن الخيانة وطردها الشعب الليبي ولابد ان يتم طرده من ليبيا ايضا خاصة إن هذا اصبح مطلب الشعب الليبي الغاضب من هذا التصرف اللا اخلاقي والغير مسؤول والغير قانوني ومخالف الثوابت الليبية والشعب الليبي قام بالواجب وعبر عن غضبه اقتحم مقر وزارة الخارجية في طرابلس وايضا مقر إقامة الدبيبة وايضا مظاهرات غاضبة في مسقط راسه وهذا يؤكد ان الشعب الليبي لن يقبل محتل لارضه وان كل المحاولات لتقسيم ليبيا وتسليمه للمحتل لن ينجح في نهاية الامر وان ليبيا سوف تظل عربية ودولة واحدة غير منقسمة وسوف تعود كما كانت ليبيا العروبة التي فتحت احضانها لكل العرب على مدار التاريخ.

الكيان الصهيوني مهما طال الاحتلال إلى زوال والتطبيع مع اسرائيل لن يحمي هذا الكيان من النهاية التي يعرفها الجميع وسوف تعود ارض فلسطين عربية وسوف يصلي كل العرب مع اشقائهم الفلسطينيين في القدس ان شاء الله نراه قريبا ويرونه بعيدا والنصر قادم ولاعزاء لكل الخونة والمطبعين مع الكيان الصهيوني ومصيرهم مزبلة التاريخ مع الكيان الصهيوني إلى زوال.

المصدر: حصرًا

انشر المقال
Scroll to Top