لم تنفع محاولات إخراج المتهم ر.ذ. من دائرة الاتهامات التي طاولته بالتحرّش و#الاغتصاب، ولم يعدّ مبرراً أيّ تحرّك يصبّ في مصلحته، بعد أن تثبّت القاضي من كلّ الأدلة وقرّر إقفال الملفّ وتحويله إلى النيابة العامة لإصدار قرارها الظنّي.
تتوالى أصوات الضحايا في شهاداتهم، يكشفون عن أوجاعهم التي خبأوها لسنوات قبل أن يتجرّأوا على فضح الأسماء وقول الحقيقة أمام الجميع. 11 طفلاً كانوا مستعدّين للإدلاء بشهاداتهم في الجلسة التي كانت مقرّراً عقدُها نهار الأربعاء، لكنّ القاضي كان يعرف أكثر من ذلك، وقرّر إلغاء الجلسة وتحويل الملفّ، إدراكاً منه أنّه لم يعد بحاجة لأيّ شهود لإثبات التهمة.
خرجت قضية التحرّش من “#بيت اليتيم الدرزيّ” لتهزّ المجتمع اللبناني، والمجتمع الدرزيّ على وجه الخصوص، ليتبيّن أنّها ليست الفضيحة الوحيدة التي تخصّ هذه المؤسّسة، وهناك فضائح أخرى تتعلّق بالطعام المنتهي الصلاحية وغيرها من الانتهاكات التي كانت تقترف في حقّ الأطفال هناك.
فيديوهات مسرّبة فضحت الكثير، الاغتصاب هي التهمة الأولى، يليها التجويع والعنف والتحرّش الذي رافق بعض الأطفال خلال تواجدهم في الميتم. حاول البعض إسكات الأصوات المستنكرة والجريئة التي فضحت ما يجري داخل أسوار الميتم، إلّا أنّ القناع سقط.
كما خرجت إلى العلن، صور وفيديوهات تظهر محاولة اخفاءَ أدلة تتعلّق بالفساد في المستودعات والتبرّعات من لحوم وحبوب فاسدة غير صالحة.
في العودة إلى الجلسة، يؤكّد مصدر متابع للقضية لـ”النهار” أنّه “كان مقرراً عقد جلسة استماع إلى 11 طفلاً في قضية بيت اليتيم الدرزيّ إلّا أنّ قاضي التحقيق نادر منصور قرر إلغاء الجلسة، بعد أن تأكّد أنّه لم يعد بحاجة إلى أيّ أدلة نتيجة وضوح المعطيات أمامه، فقرّر تحويل الملفّ إلى النيابة العامة لإجراء مطالعة وإصدار القرار الظنّي بالقضية”.
ويوضح المصدر أنّ “المحامي الذي توكّل الدفاع عن المتهم ر.ذ. تبدّل، ولم يحضر المحامي الجديد الجلسة. والأهمّ من كلّ ذلك، أنّ مؤسسة بيت اليتيم ادّعت على المتهم ورفعت الغطاء عنه كليّاً، بعد أن توصّلت إلى استحالة إخراجه من السجن ووجود إثباتات تدينه، قرّرت اتخاذ خطوة في الادعاء عليه.”
يعتبر المتّهم ر.ذ. الصندوق الأسود بالنسبة إلى المؤسسة، وبمجرد الادّعاء عليه ستكون ردّة الفعل أشبه بالقنبلة الموقوتة التي ستفجّر كلّ شيء. فهل وقوع المتّهم سيدفعه إلى فضح كلّ ما كان يدور في خفاء هذه المؤسسة؟ الأيام المقبلة كفيلة في إظهار كلّ شيء، ونحن في الانتظار.
المصدر: النهار