بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين، جاء فيه:
نشرت صحيفة الأخبار مقالا بتاريخ اليوم تعمّد إغفال الموقف الرسمي لوزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب تحت عنوان “فضيحة جديدة للبنان في الجامعة العربية”. يهم وزارة الخارجية والمغتربين توضيح ما يلي:
1. إن الخطوط العريضة لسياسة لبنان الخارجية يضعها مجلس الوزراء، ويقوم وزير الخارجية بتظهيرها في كافة الاجتماعات والمواقف والمحافل، بعد التشاور والتنسيق مع رئيس الجمهورية (قبل الشغور الرئاسي) ورئيس الحكومة. وبالتالي، فإن الوزير “مش فاتح على حسابه سياسة خارجية” والضغوطات عليه من الخارج لا تفيد، لأن قراره ليس منفصلا” عن قرار الرئيسين الذي يتشاور معهما بصورة مستمرة عملا” بالمنطق المؤسساتي.
2. كما هو متعارف عليه في هكذا إجتماعات، تشاور وزير الخارجية ونسق أيضا مع نظيره الفلسطيني الدكتور رياض المالكي، أي الممثل الرسمي لصاحب الحق والقضية، والطرف الاول المعني بالاعتداء الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
3. تجاهل المقال عمدا، عرض الموقف اللبناني بشكل صريح وواضح لا لبس فيه. وللتذكير، فقد عبر وزير الخارجية والمغتربين في كلمته المكتوبة (المرفقة ربطا”)، التي إرتأت جامعة الدول العربية وإدارة الجلسة الاستعاضة عن القائها، إختصارا للوقت ولكل رؤساء الوفود المشاركة، بإعتمادها كوثيقة رسمية في سجلاتها، سيتم نشرها على الموقع الالكتروني لجامعة الدول العربية، تعبر عن موقف الدول المعنية ومن بينها لبنان.
وبما أن الصحيفة إختارت أسلوب الصحافة الصفراء في الإثارة والتضليل بدل الاستقصاء والتحليل، فنُذّكِر بأن كلمة الوزير بوحبيب شددت على التضامن مع الاخوة الفلسطينيين، ووصول المساعدات لسكان غزة الذي يتعرضون لاطلاق النار والحصار والاعتداء عليهم من إسرائيل، بمنطق الانتقام والرعب والدمار. كما أدانت الكلمة الاعمال الاسرائيلية التي تشكل إنتهاكا” صارخا” للقانون الدولي. وكذلك أشارت الى أن لبنان لم يسعى يوما” للحرب بل الى إعادة الحقوق الى أصحابها، وطالبت بالضغط على إسرائيل لوقف آلة الحرب وفك الحصار، مع التحذير من أن إستمرار الوضع الحالي سيؤدي الى حرب إقليمية مدمرة.
بناء على ما تقدم، نترك للشعب اللبناني أن يحكم في حال كان الموقف اللبناني فضيحة أم الخفة في إلقاء التهم جزافا” هي الفضيحة؟
كلمة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب:
الاجتماع الوزاري في دورته غير العادية – القاهرة –
11 تشرين الاول 2023
أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة
معالي السيد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية،
الحضور الكريم،
أبدأ كلمتي اليوم بالإعراب عن تضامن لبنان الثابت مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في غزة. الصور الخارجة من القطاع المحاصر وتحت القصف مؤلمة وقاسية. ونحن ندعو في هذا الاطار جميع الوكالات الإنسانية والمنظمات الدولية وكل الدول إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار والحصار.
إن الهجوم المستمر الذي تشنه القوات الإسرائيلية على غزة هو أكثر من مجرد عملية عسكرية. إنه اعتداء صارخ على المدنيين والبنية التحتية المدنية. ولا يمكن فهم مثل هذه الأفعال إلا من خلال عدسة الانتقام والرعب والدمار. إن التدمير المنهجي للبنى التحتية المدنية، من المدارس إلى المستشفيات، هو عمل مُدان من أعمال الحرب وهو إهانة لكل مبادئ الإنسانية وحقوق الانسان وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
إن هذه العمليات وهذا التصعيد وهذه الحرب لن يؤدي إلا إلى زيادة تعقيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن الأعمال التي نشهدها اليوم تحمل في طياتها احتمالات خطيرة لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ودفعنا إلى هاوية قد تكون العودة منها مستحيلة.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
إن لبنان لم يكن ولن يكون راغباً بالحرب بل يسعى دائماً إلى الحلّ. والحلّ العادل والدائم والشامل كان دائماً واضحاً. لقد تم رسم الطريق إلى السلام منذ قمة بيروت ومبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعلينا ألا نبتعد عن هذا الطريق. إننا مدعوون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى اتباع طريق العقلانية وتغليب المنطق السياسي، لتجنيب المنطقة حرباً لا يمكن التنبؤ بنتائجها، ومحفوفة بعواقب مكلفة وخيمة.
إن الحرب الشاملة في منطقتنا لن تؤدي إلا إلى البؤس والدمار والفقر ولسوف تغذي إستدامة دورات لا نهاية لها من الويلات، مما يؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء، والمزيد من العنف والمزيد من الفوضى في المنطقة والعالم. ولا يمكننا، ولا ينبغي لنا، أن نسمح بذلك. ولهذا السبب فإن مسؤوليتنا الأخلاقية وواجبنا هو الضغط على إسرائيل لمن إستطاع لذلك سبيلا”، أو عبر العقلاء في هذا العالم والمجتمع الدولي، لوقف آلة الحرب والدعوة إلى تكثيف الجهود لمنع المزيد من التصعيد، ووقف الاستخدام المفرط للقوة، وإنهاء الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والغذاء والإمدادات الطبية إلى سكان غزة المحاصرين.
ختاماً أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
يرزح الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار منذ أكثر من سبعة عقود. وقد آن لهذا الشعب أن يعيش بحريّة وكرامة.
نحن اليوم هنا لنتضامن مع الأشقاء الفلسطينيين ولنسعى إلى تجنب السيناريو الأسوأ.