يعيش الجنوبيون، مشهداً من مشاهد عدوان تموز-آب 2006، لناحية كثافة الاعتداءات الاسرائيلية المحصورة إلى الآن في بقع جغرافية، قريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، في القطاعات الغربي والأوسط والشرقي، التي تمتد من رأس الناقورة وحتى مزارع شبعا.. وأيضاً في ارتفاع عدد الهجمات اللبنانية والفلسطينية على المواقع الإسرائيلية والمستوطنات، مستعيدين سقوط الضحايا والجرحى وتدمير البيوت وعمليات النزوح الكبيرة، التي تسجل للمرة الأولى بهذه الكثافة، منذ توقف العدوان الاسرائيلي في الرابع عشر من آب 2006.
إلى صور
وتكاد العديد من البلدات والقرى، عند ما يعرف بالخط الأزرق (خط الانسحاب)، تخلو من أهلها، بعد استهداف الأحياء السكنية، ومنها عيتا الشعب والضهيرة في قضائي بنت جبيل وصور، اللتين تجاوز فيهما عدد النازحين سبعين بالمئة. كذلك الأمر في بلدات علما الشعب والناقورة ويارين والبستان وراميا، وصولاً إلى القرى البعيدة نسبياً عن الحدود، مثل القليلة، التي كانت عرضة لتدمير مئات البيوت السكنية الآمنة العام 2006، إضافة إلى أهالي عشرات القرى الذين تركوا منازلهم، متوجهين إلى صور وصيدا وبيروت وجبل لبنان، خوفاً من تطور الوضع العسكري والأمني، وحرصاً منهم على أولادهم، الذين تعطلت مدارسهم ولجأ عدد كبير منهم إلى مراكز الإيواء في بعض مدارس صور الرسمية، التي استقبلت إلى الآن أكثر من ألف شخص، تتولى تأمين متطلباتهم وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، حيث يتخوف الأهالي على امتداد الجنوب، من ارتفاع وتيرة وتصاعد الأعمال الحربية.
كحال غزة!
ويقول جان غفري، رئيس بلدية علما الشعب المحاذية للحدود مباشرة، والتي تعرضت أحراجها يوم الثلاثاء للاحتراق بفعل القنابل والقذائف الفوسفوية، إن أقل من مئة فرد من الأهالي، من أصل 800 لا يزالون في البلدة، وباقي الأفراد غادروها إلى مناطق بعيدة، لا سيما بيروت، وذلك بعد اشتداد التطورات العسكرية والقصف الذي استهدف خراج البلدة.
ويشير رئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور، إلى أن العدو الإسرائيلي بادر إلى قصف المنازل الآمنة في عيتا الشعب، وأن عدداً كبيراً من الأهالي نزح عن البلدة، وأن أكثر من نصف السكان تركوا منازلهم، خصوصاً وأن البلدة لها باع طويل مع الاعتداءات الاسرائيلية والصمود في آن.
ويؤكد رئيس بلدية الضهيرة السابق فايز الدرويش لـ”المدن” إن بلدة الضهيرة عرضة للاعتداءات الاسرائيلية، وحالها يشبه غزة، حيث لم يسأل عنا أحد، ومتروكين لمصيرنا.
من جانبه يوضح راعي ابرشية رميش المارونية، الأب نجيب العميل، لـ”المدن” إن أقل من عشرين بالمئة نزحوا من رميش.
وقال: إن الأهالي رفضوا دخول النازحين السوريين إلى البلدة، الذين نزحوا من عيتا الشعب المجاورة. وأضاف في العام 2006 استقبلنا 15 ألف نازح من جيراننا، وعادوا إلى منازلهم بعد وقف الحرب، لكن السوريين النازحين يشكلون عبئاً علينا، فهناك أكثر من ألف منهم موجودون ونرحب بهم.
وحدة الكوارث
وأوضح مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، مرتضى مهنا، إلى أن عدد النازحين الذين خرجوا من القرى الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة، وصل إلى 911 نازحاً توزعوا على مركزي إيواء، جرى اعتمادهما من قبل الوحدة، وعلى عدد من القرى المجاورة لمدينة صور.
وأضاف، إنه جرى إيواء 164 شخصاً في مدرسة صور الفنية و234 شخصاً في مدرسة صور الرسمية، وتوزع باقي النازحين على عدة قرى في قضاء صور، نعمل مع البلديات على إحصائهم وتأمين احتياجاتهم.
وكشف مهنا، إننا نعمل على تأمين وتجهيز مركز جديد في منطقة البرج الشمالي، تحسباً لأي طارئ، لأن القدرة الاستيعابية للمركزين المعتمدين لم تعد كافية. مشيراً إلى تنسيق هذا العمل مع محافظ الجنوب، منصور ضو، وقائمقام صور، محمد جفال.
المصدر: المدن| الكاتب: حسين سعد