أحمد المالكي| رئيس مركز شئون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية و الإعلامية
التدخلات الإيرانية السافرة في الدول العربية تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأصبح الاحتلال الإيراني سرطان ينهش في جسد الأمة العربية والسبب في كل ما تتعرض له الدول العربية من حروب ونزاعات وفتن وأصبح الإيراني يعيش على الدماء العربية التي تذهب ضحية الأطماع الإيرانية في الأراضي العربية وتستغل إيران سقوط دول عربية كانت سببا في سقوطها من أجل سرقة ثرواتها وهذا ما يحدث اليوم في كل الأقطار العربية التي تقع تحت الإحتلال الإيراني الغاشم ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل ترتكب الجرائم وتقتل العرب من أجل أن تظل موجودة وتستخدم إيران أبناء العرب وقوداً لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل على أراض عربية بعيدا عن إيران وأصبح تدمير الدول العربية عاديا عند إيران بمساعدة الخونة التابعين لها.
إيران دمرت العراق و لبنان وسوريا واليمن وغزة وكل البلاد التي ظهرت فيها إيران ومليشياتها تحولت إلى بلاد فاشلة ومدمرة ومازالت تدفع هذه الدول ثمن الإرهاب الإيراني وأصبحت هذه الدول قواعد تستخدمها إيران في أي وقت لاستعراض عضلاتها وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
إيران شجعت كل الميليشيات التابعة لها على تدمير بلادهم وتخويف الناس وترويعهم وتجويعهم وقتلهم عندما يعترضون على الإحتلال الإيراني واستقدمت الأفغاني والباكستاني إلى الدول العربية لتحويلها إلى معسكرات إرهابية لصالح إيران وهذا حدث على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يرفض استهداف إيران على أراضيها ويستهدف مليشياتها على أراض عربية ويترك رأس الأفعى في طهران.
للأسف ساهمت الولايات المتحدة والغرب في فتح الباب أمام إيران لاحتلال دول عربية وتدميرها وفجأة استيقظت هذه الدول على خطورة إيران في البحر الأحمر وخطورتها على إسرائيل وساهمت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في فك القيود عن إيران وتخفيف العقوبات ورفع التجميد عن أموالها لكي تستمر إيران في دعم مليشاتها ومخططاتها لتدمير الدول العربية التي أصبحت تقع تحت احتلال الملالي الغاشم.
إيران اليوم تطلب من سوريا التنازل عن سيادتها إذا أرادت سوريا الخروج من أزمتها الاقتصادية ومن هذه التنازلات الحصول على امتيازات والسيطرة على سوريا اقتصاديا ومعاملة الإيرانيين كسوريين وإذا ارتكب أحدهم جريمة يعاقب أمام القضاء الإيراني وليس السوري وهذا هدف ايراني خبيث ليس في سوريا فقط بل في كل البلاد التي تمتد إليها الأيادي الإيرانية الخبيثة.
حادثة البرج ٢٢ في شرق الأردن والتي استهدفت جنود أمريكيين وأدت إلى مقتل ٣ واصابة أكثر من ٤٠ من الأمريكيين تقف خلفها إيران ومليشاتها ورغم أن إيران هي التي تخطط وتمول هذه العمليات يأتي الرد الأمريكي على أراض عربية بدلا من الرد بحرب على إيران وذلك بحجة أنها لاتريد الحرب مع إيران وأنها ترد فقط على استهداف جنودها وجاء الرد على مليشيات إيران في الحدود السورية العراقية ولم يكن في طهران.
الدول العربية اليوم عليها أن تقف في وجه الإحتلال الإيراني لكل بلادنا العربية وترفض الأحداث الهزلية التي تحدث من الولايات المتحدة والغرب بحجة استهداف إيران ويكون ذلك على أراض عربية وإذا لم يتم مواجهة مليشيات إيران بحسم وقطع الايادي الإيرانية في الدول العربية سوف يمتد هذا السرطان إلى كل الدول العربية التي لم يطالها الإرهاب الإيراني.
الولايات المتحدة تعلن أنها لاتريد حربا مع إيران وإيران ترد بأنها لاتريد حربا مع الولايات المتحدة لكنهما يريدان تدمير الدول العربية وسرقة ونهب ثرواتها وهذا واضح وضوح الشمس ولذلك إذا أرادت الدول العربية الإستقرار الحقيقي عليها أن تقف في وجه كل من يسعى إلى تخريب وتدمير الدول العربية وانهاء معاناة شعوبها الذين دفعوا الثمن باهظاً لأن إيران تستأسد على العرب وترفض استأساد الولايات المتحدة وإسرائيل عليها وتزج بأبناء العرب في معارك تخدم مخططاتها الخبيثة بعيداً عن أراضيها.
الضربات الأمريكية والإسرائيلية على أراض عربية مرفوضة ومدانة وإذا أرادت الولايات المتحدة توجيه ضربات لإيران عليها أن تفعل ذلك في طهران وليس في سوريا أو العراق لأن الإرهابي الحقيقي يقبع في إيران والحرب يجب أن تكون هناك وليس هنا في بلاد العرب.
المصدر: حصرًا