بغداد | أكّد مصدر في «المقاومة الإسلامية في العراق» أن دعوات الحكومة العراقية إلى التهدئة وإبعاد البلاد عن دائرة الحرب، لا تمنع الفصائل من توجيه صواريخها ضد الأراضي المحتلة. وأشار، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن قادة بعض فصائل المقاومة اجتمعوا عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأحد الماضي، لتحديد الموقف من مطالبة الحكومة العراقية إياهم بالتهدئة. وأضاف المصدر أن «المقاومة ترى أن العدو قد يعتبر دعوات التهدئة انتصاراً له، أو من أجل عدم الرد على إيران أو حتى لا تُستهدف المصالح العراقية التي هدّدت إسرائيل سابقاً باستهدافها. فلذا، ستبقى وتيرة دك معاقل وأهداف الكيان الصهيوني بالمُسيّرات مستمرة، وهذا تكتيك أطلقته تنسيقية المقاومة منذ بدء عملية طوفان الأقصى قبل عام».
وتابع المصدر أن «التهديد الإسرائيلي دفع جميع الألوية التابعة للفصائل والحشد الشعبي إلى أن تأخذ الحيطة وتبعد الآليات والأسلحة الثقيلة عن مقراتها، فضلاً عن توزيع المقاتلين بعيداً عن التجمعات حتى لا يكونوا هدفاً للعدو».
من جهته، يقول القيادي في «الإطار التنسيقي»، علي حسين، إن «المقاومة الإسلامية لديها موقف لا يتطابق مع موقف الحكومة. وهذا الأمر طبيعي مع كل الحركات التحرّرية والممانعة في العالم. فلذا، من غير المستبعد أن لا تلتزم بتوجهات الحكومة الداعية إلى وقف التصعيد». ويضيف حسين، في حديث إلى «الأخبار»، أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، «تحدّث أكثر من مرة مع قادة الفصائل بشأن الحفاظ على العراق من الحرب وإمكانية التربّص به من قبل العدوان الصهيوني، باعتبار أن هذا لن يتحقّق إلا بهدوء المقاومة». ويكشف أن «السوداني نقل رسالتين أميركيتين في مناسبتين إلى الفصائل، تطالب واشنطن في إحداهما بعدم ضرب قواعدها العسكرية ومصالحها حتى لا تتعثّر المفاوضات بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي ويتمكن الإرهاب من استغلال الثغرات الأمنية؛ والرسالة الأخرى تتعلق بوقف المقاومة استهداف إسرائيل بالمُسيّرات». ويتابع أن تنسيقية المقاومة تؤكد أن «العدو عندما يوقف إطلاق النار على لبنان وغزة، ستوقف عملياتها».
ويرى حسين أن «مساعي السوداني وتواصله مع مسؤولين أوروبيين، فضلاً عن موقف إيران المماثل لموقف العراق، قد تضغط لوقف التصعيد وتفعيل التهدئة قبل الانزلاق إلى حرب شاملة».
ميدانياً، واصلت المقاومة العراقية، أمس، هجماتها اليومية ضد إسرائيل، ونشرت شريط فيديو لعملية استهدفت خلالها هدفاً حيوياً في طبريا شمال فلسطين المحتلة، بالطيران المُسيّر.
المصدر: جريدة الأخبار