مكروهات أصبحت مرغوبات!!

بعد مرور 100 عام، تغير العالم برمته، وصل العلماء الى الفضاء، وخضنا حرب الفيروسات، انتشرت الإبتكارات التكنولوجية المذهلة، اصبحت الحياة التغذوية أقل تعب وأكثر شهيّة، وغيرها من الأمور، وبات ما كان مكروهاً في الماضي .. مرغوباَ في عصرنا الحاضر، واليكم أبرزها:

الملابس الممزقة أو المرقّعة

أصبحت حالياً موضة رائجة ومن الأزياء الراقية غالية الثمن، ولكن فيما مضى، كانت ملبوس الشحاذين والمعوزين والأكثر فقراً، بالمقابل كان الأغنياء والأرستقراطيون يرتدون ملابس محتشمة كثيرة القماش باهظة الثمن، ولكن في القرن 21، فجأة أصبحت الملابس المرقعة والممزقة والغريبة مفضّلة ومألوفة من الجنسين ومن كل الأعمار لدى العامة. وحالياً ترقّع الملابس ويقوم المصممون بتمزيقها عند الطلب لجعلها أكثر أناقة. وأًصبح الجينز البالي المثقوب بأماكن متفرقة، والثقوب بالقمصان اختيار المشاهير من البارزين في عالم الموضة.

الوشوم

أصبحت في عصرنا الحالي موضة مكلفة ورائجة بين جميع الأجيال وجزءاً من التعبير عن شخصياتهم ورغباتهم، ويتمتع بعض فناني الوشم الآن بمكانة المشاهير.

وكان الوشم جزءاً من الثقافة الإنسانية لفترة طويلة، حيث استخدمه الأفارقة لتزيين أجسادهم ووجوههم كرمز للجمال أو الذكورة. حتى البقايا المحنطة لرجل ما قبل التاريخ، أوتزي، الذي توفي منذ أكثر من 5300 عام، كان على جسده حوالي 57 وشماً، لكن في الأيام الغابرة وعند بعض البلدان، كانت الوشوم تعتبر من المحرّمات، وتستخدم لإذلال السجناء الذين ارتكبوا جرائم خطيرة، ورمزاً دائماً للعار ولضحايا معسكرات الاعتقال. وأما في الغرب، بات الوشم رمزاً لثقافة راكبي الدراجات النارية و”الهيبيز” بالستينيات. ومع تقدم العالم في القرن العشرين، بدأت المحظورات تتلاشى، وبدأت الأجيال الشابة تضع الوشوم. كان أحد أهم العوامل التي أدخلت الوشم في الثقافة السائدة هو البرنامج التلفزيوني الشهير Miami Ink. ولم يقتصر الأمر على نشر الوشم فحسب، بل جعل الناس يدركون كم هو جميل وفن مثير للإعجاب. وينظر الناس الآن إلى المشاهير كإلهام للقيام بالوشم.

سروال الجينز

ابتكرها ليفي شتراوس كسراويل خاصة لعمال المناجم والفلاحين، للكادحين وعمال المصانع، وكان قماشاً متيناً وأسعاره معقولة قبل أن يصبح ملابس الموضة السائدة.  وشتراوس كان بائعاً متجولاً هاجر من بافاريا إلى أمريكا الشمالية في خمسينيات القرن 19. وأحضر معه بعض الأقمشة وبعض السلع التي كان ينوي بيعها. وفي ذلك الوقت، كان عمال المناجم يبحثون عن سراويل عمل قوية ومتينة. بمساعدة الخياط، حينها صمم وخيّط شتراوس سروال عمل مصنوعاً من ذلك القماش. وأصبحت هذه البضاعة تحظى بشعبية كبيرة بين عمال المناجم والكادحين لمتانتها وصعوبة تمزقها. وصبغ القماش بالنيلي وأطلق عليه اسم “الجينز الأزرق”. لغاية عام 1960، بقي الجينز من الملابس الأساسية للطبقة العاملة وملبساً مكروهاً عند الأغنياء والسادة. كما ظهر في أفلام مثل Rebel Without a Cause و Blue Denim  فاكتسبت الصورة المتمردة للشخص الذي يرتدي الجينز شعبية، وبدأ الشباب المتمرد بارتداء الجينز بشكل طبيعي كملبس عملي غير رسمي. بحلول القرن 18، أصبح الجينز موضة أساسية للمناسبات لدى الجنسين من جميع الأعمار وأخذ يتسلق سلّم الموضة بالمجتمع وبعدة موديلات.

حروق الشمس

قبل الثورة الصناعية، البشرة البيضاء الشاحبة كانت علامة جمال تحظى بشعبية كبيرة تشير إلى الحياة النبيلة والترف في جميع أنحاء العالم منذ العصور المبكرة، وعلامة امتياز في أوروبا، اليابان والصين، وكانت النساء تضع بودرة بيضاء أو قناعاً لتحقيق المظهر المطلوب. وفي المجتمع الفرنسي، كانت البشرة البيضاء ذات قيمة عالية لدرجة أنه أحياناً خُلط الرصاص والمواد السامة الأخرى بالبودرة والكريمات لأجل التبييض. وكان الجلد الباهت بمثابة جزء من أزياء العصر الفيكتوري أيضاً، وكانت النساء اللواتي أصبحن ذوات جلد أبيض شاحب بسبب معاناتهن من مرض السل جميلات للغاية. وتضاءلت بدعة تلك الموضة في القرن 20 عندما عادت المصممة الرائدة وأيقونة الموضة كوكو شانيل من إجازة لها. وكانت شديدة السمرة فأصبحت البشرة السمراء مرادفة لقضاء إجازة مريحة وممتعة. وبحلول 1600، أصبحت السُمرة شائعة لأنها أشارت إلى أن الشخص لديه ما يكفي من المال لقضاء إجازة في المناطق الاستوائية. في الآونة الأخيرة، بدأت جاذبية البشرة السمراء تتلاشى مرة أخرى بعدما عرف أن 90% من سرطانات الجلد مرتبطة بالتعرض لأشعة الشمس.

التمثيل

كان يعتبرالتمثيل مهنة مهينة، قبل القرن 19، والممثلون يواجهون الإذلال الاجتماعي والعداوة، ولكن حالياً أصبحت علماً وفناً راقياً ووظيفة مرغوبة، ويتمتع الممثلون والممثلات بمكانة المشاهير بالمجتمع. وقد وقع أول حدث تمثيلي مسجل بالتاريخ عام 534 ق.م. قام به فنان يوناني بالقرن الخامس، حين سافرت فرق من الممثلين الرحل ومثّلوا أينما وجدوا جمهوراً. وبأوائل العصور الوسطى، لم  يُنظر إلى الممثلين على أنهم أشخاص يتمتعون بمكانة عالية، بل تم استنكارهم واعتبروا غير أخلاقيين وخطرين. ولكن بأواخر العصور الوسطى، بدأ الممثلون المحترفون بالظهور في إنجلترا وأوروبا. وكان لدى الأرستقراطيين البارزين مرافقون لهم من الممثلين المهرة الذين اعتادوا الأداء الموسمي في مناسبات مختلفة. واكتسبوا تقديراً بالمجتمع بأوائل القرن 20، وأصبح التمثيل من الوظائف المرغوبة التي تنتج المال والشهرة.

أما من جهة المأكولات

الكركند: يعتبر حالياً من المأكولات البحرية الثمينة، الشهية واللذيذة، ويتربع وسط الموائد الفاخرة، ويعتبر طعام الأثرياء. ولكن الكركند كان بالقرن 19، مصدر إزعاج لوفرته، وكان طعام الفقراء والسجناء والعبيد والمتهمين كوسيلة لتوفير المال، وكان سكان مستعمرة خليج ماساتشوستس يعثرون عليه على الشاطئ بأكوام كبيرة، ويستخدم أيضاً كأسمدة وطعم للأسماك. ولكن بعد ظهور الأطعمة المعلبة والنقل بالسكك الحديدية أصبح الكركند سلعة كطعام معلب منخفض السعر، وأرخص من تكلفة الفاصوليا المخبوزة.  انتشر وشاع استهلاكه بين السيّاح الأوائل في إقليم نيو إنغلاند، وأخذت المطاعم تقدمه كوجبة أساسية شهية وتزامن ذلك مع بداية الحرب العالمية الثانية.

أجنحة الدجاج: قبل اختراع أكلة أجنحة الدجاج “بوفالو” عام 1964، كانت الأجنحة غير مرغوبة ويتم التخلص منها. ولكن حالياً، يزداد الطلب على طهيها بعدة وصفات شهية.

الكينوا: نظراً لفوائدها الصحية المتعددة، تُعرف الآن باسم الحبوب الفائقة، ولكن في الماضي كانت مكروهة باعتبارها طعاماً للهنود، زرعها شعب الأنديز وكانت غذاءهم الأساسي منذ 4000 عام ولها عندهم مكانة عالية ومقدسة، ووصفوها “أم كل الحبوب”، ولم تكن نباتاً معروفاً بالعالم. ولكن عندما وصل الغزاة الإسبان إلى أمريكا الجنوبية، احتقروا الكينوا ومنعوا زراعتها . ولكن وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FOA، زادت شعبية الكينوا وتضاعف إنتاجها عالمياً بنهاية القرن 20. وحالياً هي من الحبوب باهظة الثمن نظراً لقيمتها الغذائية. وقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام 2013 “السنة الدولية للكينوا”.

السوشي: في القرن الثاني الميلادي ذُكر السوشي لأول مرة بالصين. التي كانت تضع الأسماك بالأرز الذي يتم تخميره لإبقاء السمك صالحاً للأكل لأطول وقت. وعندما يحين وقت أكل السمك، يؤخذ من الأرز ويغسل ثم يؤكل. لأنه كان أرخص من شراء الأسماك الطازجة، لكن الثنائي سرعان ما أصبح طعاماً رائجاً وشائعاً في اليابان. بالقرن 17، بعد إضافة مواد حافظة إلى الأرز مثل الساكي أو الخل وتناوله مع السمك. وأصبح السوشي طبقا كاملاً، وأوائل القرن 19، تطور عمل السوشي وبدلاً من لف الأرز فوق السمك، تم وضع السمك فوق الأرز المتبل. هذا النمط من السوشي يسمى الآن “نيغيري سوشي”. وأصبح السوشي شائعاً عالمياً وطبق عشاء شهياً وفاخراً.

البطاطا: تعتبر الآن غذاء أساسياً في العالم. أما في الماضي فكانت من أهم الدرنات وأكثرها استهلاكًا في إمبراطورية الإنكا، ولكن عندما غزاها الأسبان في القرن 16، حملوا البطاطا معهم إلى إسبانيا. وبدأ المزارعون الإسبان بزراعتها على نطاق ضيق كغذاء للماشية، وانتشرت ببطء بدول أوروبية أخرى. لكنهم كانوا ينظرون إليها بعين النفور والشك. والبعض اعتبرها سامة وتسبب الجذام وأمراض أخرى، حتى الفلاحون الفقراء والجياع كانوا يخشون أكلها.

اعتبرت البطاطا غير قانونية الزراعة والاستهلاك في فرنسا، ، إلى أن كتب الضابط الطبي أنطوان أوغست بارمنتييه أطروحة حول فوائد البطاطا كمصدر غذائي، وفي عام 1772، تم إلغاء القانون الفرنسي الذي اعتبرها غير قانونية، وازدادت شعبيتها على مدار 20 عاماً التالية. وأصبحت البطاطا عنصراً أساسياً في إنجلترا بدل اللحوم أثناء نقص الغذاء في أعقاب الحروب الثورية، وتصاعدت شعبيتها وأصبحت أكلة السمك والبطاطا من الأطعمة الأساسية في إنجلترا واعتبرت لحم الفقراء في كثير من بلدان العالم. وذلك وفقاً Unbelievable Facts.

انشر المقال
Scroll to Top