يشهد مخيم عين الحلوة هدوءاً تامًّا منذ الساعة الثالثة فجرا باستثناء بعض الخروق التي لا تذكر، حيث تسمع طلقات نارية متقطعة، في وقت تنصب الجهود الفلسطينية على تثبيت وقف اطلاق النار.
وفي هذا الاطار عقد داخل المخيم الاجتماع الاول للجنة التحقيق التي تألفت من: رئيسها اللواء معين كعوش عن “فتح” و”منظمة التحرير الفلسطينية” وقائد القوة المشتركة الفلسطينية اللواء محمود العجوري، وممثل تحالف القوى الفلسطيني ابوحسن كردية، وممثل القوى الاسلامية نصر المقدح حيث سيوضع بحوذتها كل المعطيات المتوفرة عن جريمة اغتيال العميد العرموشي ورفاقه وكذلك جريمة اغتيال عبد الرحمن فرهود لتباشر عملها في كشف كل من تظهره التحقيقات متورطا وتسليمه للعدالة اللبنانية.
بالتوازي عقد في مقر الاتحادات في صيدا اجتماع لهيئة العمل الفلسطيني ترجمة لمقرراتها في تثبيت وقف اطلاق النار وتأمين بيئة آمنة لعودة النازحين الى المخيم ومراقبة اي خروقات وضبطها على الفور.
الى ذلك أعاد الجيش فتح مداخل المخيم تدريجا وسجلت حركة خجولة لمواطنين الى داخله لتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم حيث الحقت الاشتباكات اضرارا كبيرة بها وبالبنى التحتية فيما اسفرت عن مقتل 11 شخص واكثر من ستين جريح منذ اندلاعها.
وكانت الإشتباكات قد تجددت عند العاشرة من مساء أمس الاربعاء في مخيم عين الحلوة على كافة الجبهات، في مواجهات هي الأعنف منذ بدء اطلاق النار نهار السبت الفائت، استخدمت فيها مختلف أنواع القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة.، وذلك بعد ساعات من الهدوء الحذر على إثر اتفاق وقف إطلاق النار الذي عُقد برعاية هيئة العمل الفلسطيني المشترك.
وتضاربت المعلومات عمن خرق اتفاق وقف اطلاق النار. ففيما أعلن قائد الأمن الوطني الفلسطيني، اللواء صبحي أبو عرب، أن ما حصل هو هجوم من عصابات “جند الشام” المسلحة باتجاه مراكز فتح، وأنه يتم التصدي لها بالشكل المناسب، عمم “الشباب المسلم” عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسالة ينفي فيها هذا الإتهام. ولاحقاً، تم تناقل تسجيل صوتي للناطق الرسمي باسم عصبة الأنصار الإسلامية، الشيخ أبو الشريف عقل، يتهم فيه فتح بتنفيذ هجوم على “مسجد زين العابدين” التابع للعصبة في حي الطوارئ.
وقال: “هناك أناس من فتح في “البركسات” مصرة على زج عصبة الأنصار في أتون هذه المعركة التي ليس فيها خاسر إلا أهلنا وشعبنا. نحن من بين كل القوى الموجودة في المخيم نتعرض لهجوم على منطقة الطوارئ، على مسجد زين العابدين. بعد أن أدينا صلاة العشاء فوجئنا بإطلاق نار وقذائف ورصاص..”.
وطالت رقعة الإشتباكات في المخيم محوري البستان – تعمير عين الحلوة والبركسات – الطوارىء، وسمعت أصوات الإنفجارات تدوي في أرجاء مدينة صيدا والجوار.
وسقطت قذائف ورصاص طائش في محيط المستشفى الحكومي – مستديرة العربي – سهل الصباغ والأوتوستراد الشرقي، ووصل الرصاص الطائش أيضاً إلى مناطق عبرا وسيروب والمية ومية وعين الدلب وحتى الغازية.
وافادت “عصبة الأنصار” في بيان، أن “عناصر متفلتة من حركة فتح بدأت بالهجوم على مراكزها ومساجدها في حي الطوارىء وحي الصفصاف، رغم التزامها عدم الرد وتصريحها بعدم الدخول في الاشتباكات العبثية”، محملة مسؤولية التفلت “للقيادة الفلسطينية مجتمعة”، مطالبة إياها بـ “محاسبة العناصر المتفلتة ورفع الغطاء عنهم”، مؤكدة أنها “لن تنجر الى هذه الاشتباكات مهما كانت الاثمان”.
وقال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو إياد الشعلان: “قمنا بتثبيت وقف إطلاق النار بعد جولة على كل مواقعنا في مخيم عين الحلوة وأعطينا تعليماتنا بوقف إطلاق النار تحت أي ظرف وهناك التزام شامل وكامل بالوقف، ونقول للإخوة في عصبة الأنصار إنهم جهة صديقة وشريكة في العمل الفلسطيني المشترك، ولن نتعرض أو نشتبك مع أي موقع من مواقعهم.”
في السياق، افاد مراسل “الجديد” ان المعركة احتدمت أمس بشكل كبير ومتواصل في المخيم، ويتم استخدام قذائف صاروخية B7 و B10 و الأسلحة الرشاشة الثقيلة “دوشكا” والمتوسطة.
ومع التداول بأخبار مفادها تعرّض حاجز للجيش أمس قرب المخيّم للقنص، ذكر مراسل “النهار” أن “قذيفة سقطت بالقرب من الحاجز، والرصاص الطائش يتساقط عشوائياً، لكن لا قنص مباشراً على الحاجز.
كما افيد عن تحليق طائرة استطلاع تابعة للجيش اللبناني في أجواء المخيم.
وحتى ما بعد منتصف الليل، كانت الاشتباكات لا تزال مستمرة، وإن بوتيرة أخف نسبياً.
الى هذا، نفت حركة فتح الخبر المتداول عن مقتل الشيخ جمال خطاب، وقالت في بيان انه بخير وهو على رأس عمله ويجري الاتصالات المكثفة لوقف الاشتباكات التي يشهدها مخيم عين الحلوة حاليا “.
في السياق، قال عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين هيثم زعيتر لـ “الجديد” ان “لا صحة للأخبار المتداولة عن إصابة نائب العميد العرموشي إثر الاشتباكات لكن أصيب أحد العناصر من قوات الأمن الوطني الفلسطيني ويدعى محمد فهد”.