أحمد المالكي| كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية
القمة المصرية الاردنية الفلسطينية التي عقدت في مدينة العلمين المصرية يوم الاثنين ١٤ اغسطس قمة الواقع الفلسطيني والتي عبرت بقوة عن الوضع الفلسطيني المتأزم وجاءت هذه القمة في وقت يحتاج فيه الشعب الفلسطيني إلى من يساندهم في ظل اجرام الاحتلال المتزايد هذه الأيام في خرق واضح لكل القرارت القانونية الدولية والإنسانية وفي ظل العنف الذي تمارسه قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب الحق في الدفاع الشرعي عن أرضه والذي يتعرض يوميا إلى اعتداءات وهدم المنازل وتجريف الأراضي ومحاولات لتغيير الواقع بالقوة على الارض من الاحتلال مستخدمين كافة اشكال الإرهاب ضد ابناء الشعب الفلسطيني الشقيق.
مصر والاردن يعلنان من العلمين مع اخيهما اهمية القضية الفلسطينية لاستقرار المنطقة من خلال تحقيق السلام العادل والشامل والذي يعتبر خير استراتيجي وأهمية إقليمية ودولية وسلم وأمن دوليين من اجل تحقيق السلام والتنمية لكل شعوب المنطقة وهذه القمة تؤكد على ضرورة ان يكون هناك حماية دولية للشعب الفلسطيني الذي يواجه ابشع جرائم الاحتلال وضرورة التزام اسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال على الارض بتنفيذ التزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الانساني الدولي والاتفاقات والتفاهمات الدولية السابقة بما فيها المبرمة مع الفلسطينين وايضا طالبت هذه القمة ضرورة تدخل دولي لإجبار اسرائيل على توقيف العداء ضد الشعب الفلسطيني والعودة إلى طاولة المفاوضات من اجل عملية سلام حقيقة وضرورة حل الدولتين وفق القرارت الدولية بما فيها قرارت الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
للاسف اسرائيل لاتلتزم بتعهداتها وطوال السنوات السابقة تفشل كل جهود السلام الدولية وتواصل احتلال الارض بقوة السلاح وممارسة ابشع الجرائم ضد الفلسطينين من قتل واعتقالات وهدم المنازل والاعتداء المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس وتحاول تغيير ملامح المدينة وتهويدها وكثرت الاقتحامات للمسجد الاقصى في حكومة اليمين المتطرف بزعامة الإرهابي نتانياهو وتضم هذه الحكومة الإرهابية وزير ارهابي صهيوني ايتمار بن غفير الذي يقود حملات الاقتحامات للمسجد الأقصى ويشجع المتطرفين من الصهاينة للاعتداء على المسجد الاقصى دون عمل اعتبار لخطورة هذا الامر والذي يمكن ان يشعل حربا دينية في المنطقة بالإضافة إلى اعتبار بن غفير ارهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني إرهابا مسموح به ويسميهم بالابطال وهذا الافعال تقوض حلول السلام وتهدد بمزيد من العنف والدماء وهذا يعود سلبا على الشعب الفلسطيني الشقيق بالإضافة إلى ان هذه الافعال الإجرامية والإرهابية تؤدي إلى تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
قمة العلمين شددت على ضرورة ان تتوقف هذه الافعال وطالبت بضرورة ايقاف ارهاب المستوطنين وضرورة ان يكون هناك مساءلة بالإضافة إلى التشديد على اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واعتبار المسجد الاقصى للمسلمين ورفض تقسيمه زمانيا ومكانيا.
الشعب الفلسطيني يعاني من التحريض المستمر ضده من حكومة نتانياهو وتقوم اسرائيل باقتحامات للمدن والبلدات الفلسطينية وارتكبت ابشع الجرائم ضد ابناء مخيم جنين وتقوم بعمليات اقتحام للضفة الغربية ونابلس وتقتل الشعب الفلسطيني بدم بارد بالإضافة إلى حصار غزة واستهداف الصيادين على شواطئ غزة وحولت الحياة إلى جحيم في فلسطين لكن قمة العلمين اعلنت رفضها لكل هذه الجرائم وشددت على ضرورة وقف اسرائيل كافة اشكال العنف والجرائم ضد الشعب الفلسطيني ووقف عمليات تهجير الشعب الفلسطيني.
فلسطين اليوم تعاني من انقسام الفصائل الفلسطينية وعدم التلاحم ووحدة الصف وهذه كارثة كبرى إذا لم تدرك هذه الفصائل انها تضيع حق الشعب الفلسطيني بهذا الانقسام سوف تظل القضية الفلسطينية في حالة انتهاك مستمر لان الانقسام يفقد التعاطف الدولي والإنساني مع القضية الفلسطينية ولذلك قمة العلمين شددت على جهود مصر في المصالحة وانهاء الانقسام بين الفصائل واكدت على اجتماع الفصائل في العلمين في يوليو الماضي وضرورة التوصل إلى اتفاق حقيقي بين كافة الفصائل من اجل خدمة القضية الفلسطينية وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
للأسف الشعب الفلسطيني يعاني بسبب انقسام الفصائل واصبحت المقاومة وفق اهواء ومصالح شخصية للفصائل ووصل الامر الى ان بعض فصائل المقاومة عقدت اتفاقات مع اسرائيل وحصلت على اموال تحت مسمى التنسيق الامني وللأسف الذي يدفع الثمن الشعب الفلسطيني وهناك تقديم للمصلحة الشخصية للفصائل على حساب الشعب الفلسطيني الذي لم يعد يحترم هذه الفصائل واصبح يعتمد على المقاومة الشعبية الحقيقية النابعة من إرادة شعبية حقيقية لإنهاء الاحتلال ولن ننسى معاناة اهلنا في غزة الذين يقعون تحت احتلال الفصائل المسلحة بالإضافة إلى الاحتلال الاسرائيلي لكن تظل معاناتهم الأكبر من الفصائل المسلحة التي تسيطر عليهم بقوة السلاح وتزيد من معاناتهم وتستغل حاجاتهم واصبحت الحياة في غزة غير إنسانية ولذلك ظهرت حركة مقاومة شعبية ضد الفصائل المسلحة التي تسيطر على غزة وخاصة حماس وهذه المقاومة تحت شعار بدنا نعيش للمطالبة بحياة آدمية تحترم الإنسان الفلسطيني الذي يعيش في قطاع غزة تحت وطأة الفقر والعوز بسبب الفصائل المسلحة التي جنت مليارات الدولارات من دول إقليمية ودولية تستغل القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها واهدافها.
القضية الفلسطينية لاتجد من يحنو عليها غير دول عربية قليلة وعلى راسها مصر والاردن وهناك تنسيق وتشاور مستمر بشان القضية الفلسطينية بالإضافة إلى تواصل مع اطراف دولية ودول مهتمة بعملية السلام من اجل حل القضية الفلسطينية وفق قرارت دولية وقانونية بالإضافة إلى المبادرة العربية للسلام والتي تنص على إعادة كافة الاراضي التي احتلتها اسرائيل في ٤ يونيو /حزيران عام ١٩٦٧ م وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
قمة العلمين والتي جمعت الاشقاء من اجل وحدة حقيقية وتعبير حقيقي عن القضية الفلسطينية من اجل مساندة الشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى موقف عربي قوي يعبر عنهم ويكشف جرائم الاحتلال وهذا ما خرجت به قمة العلمين الثلاثية والتي ناقشت كل القضايا التي تتعلق بالقضية الفلسطينية وقضايا الشعب الفلسطيني من تهجير واحتلال وإرهاب المستوطنين.
قمة العلمين خرجت ببيان قوي وكان ينتظره ابناء الشعب الفلسطيني لتأتي صفعة عربية جديدة على وجه الاحتلال بعد صفعة المملكة العربية السعودية التي وجهتها على وجه اسرائيل وقام بتعيين نايف بن بندر السديري سفيرا فوق العادة مفوضا وغير مقيم وقنصلا عاما لدى القدس وتستمر المساندة العربية لاشقائنا في فلسطين ونتمنى ان نرى ملحمة جديدة كا التي قدمها العرب في حرب ١٩٧٣ ضد الاحتلال الاسرائيلي ومهما طال الزمن سوف يعود الحق لأصحابه اجلا ام عاجلا.
رحم الله كل شهداء القضية الفلسطينية وحفظ الله الشعب الفلسطيني والعربي من سرطان الأحتلال المقيت والبغيض.