جمال فياض| صحافي وناقد فني
بعد عاصفة الصحراء التي أثارها خبر حضور النجم عمرو دياب الى بيروت، ومنذ شهرين وأكثر،وبعد مئات التعليقات والكلمات التي قيلت حول كل التفاصيل الصحبحة والمغلوطة، قلت وبكامل قناعتي، أن كل ما قيل في هذا الموضوع مبالغات لا منطق فيها. فالأجر الذي تحدثوا عنه (٦٠٠ ألف دولار) طبيعي وعادي وهناك من يأخذ مثله وأكثر. خصوصاً إذا كانت حفلة بعد قطيعة طويلة،يقابلها نجاح متصاعد للفنان العربي الكبير ، نراه من بعيد، وطبيعي أن نتلقفه إذا ما جاء إلينا.
قالوا طلبوا من الجمهور أن يرتدي ملابس بيضاء، قلت بل تمنّى عليهم.
قالوا سيصل بيروت لساعات بطائرة خاصة يغنّي ويغادر فوراً، قلت ولماذا تريدونه أن يبقى؟ نحن في الصيف والصيف هو موسم حفلات وأفراح النجوم، هل تريدونه أن يترك التزاماته ليجاملكم؟
قالوا لن يلتقي الصحافة، قلت ومنذ متى كان يلتقي الصحافة قبل أو بعد حفلاته؟ هو أسلوبه في عمله الفني، وهو حرّ.
قالوا طلب من الصحفيين توقيع تعهد والتزام بعدم التصوير وعدم الكتابة في ما يسيء له ولحفله، قلت هذا تصرّف أرعن من منتجي الحفل، الذين يعتبرون أن سلبيات الحفل إن حصلت، ستكون على مسؤوليتهم في التنظيم. وما على الصحفي إذا ما طلبوا منه مثل هذا التعهد، إلا أن يرفض التوقيع ومقاطعة الحفل.
قالوا وقالوا، ووجدنا لكل مقال عذراً.
وجاء موعد الحفل وكنّا ننتظر من النجم الكبير أن يصحّح الخطأ القديم والعالق بينه وبين المنتج الراحل جان صليبا، بإرضاء ورثته، حيث كان تقاضى مبلغاً كبيراً من الدولارات عربون حفل من المنتج الذي صرعه بعدها “الكورونا”، وهو لم يحقق الحفل لظروف خاصة. لكن التصحيح لم يحصل، ولا طغت الإنسانية عند النجم الجماهيري الكبير على “البزنس”. هو أمر يعنيه وأمام القضاء لا بد أن تنتهي القضية عاجلاً أم آجلاً.
لكن بعد كل هذا اللغط المتنوّع الإتجاهات، وصل النجم عمرو دياب، ووقف أمام جمهوره ال١٥ ألف لبناني وعربي، وغنّى أحلى أغانيه…
تبقى لهذا الحفل إيجابيات لا تُحصى، فهو كان حدثاً سياحياً رائعاً للبنان، وكان تأكيداً على أن لبنان آمن آمن أكثر من كاليفورنيا ومئات المدن الغربية التي لا أزمات فيها. وأتى للإقتصاد اللبناني بملايين الدولارات من العرب الذي حضروا من سورية والأردن وفلسطين ودول الخليج العربي لحضور الحفل وهم كثُر…
لكن ماذا قال الذين حضروا؟
أجمعوا بشكل عام على أن الحفل كان مختصراً أكثر مما توقعوا، فالغناء كان غناء المستعجل، فلا أشعر الحاضرين بفرحته بهم، ولا أكمل عليهم فرحتهم به. صحبح أن الحرّ كان شديداً، لكنها ليست المرة الأولى التي يغنّي فيها في مثل هذا الطقس الحار. والخطأ من المتعهدين، الذين قاموا بتركيب أجمل الديكورات وتجهيزات الإضاءة والصوت، وأبهروا الجمهور بهذا البذخ الجميل، وغاب عنهم تركيب بعض التكييف على المسرح كما يحصل عادة في مثل هذه الحالات.
غنّى عمرو دياب، الدي بدا أنه “جاي في السريع” وخرج الجميع بخيبة الإختصار. فالشباب والصبايا الذين حجزوا أماكنهم بتسعين دولارا للشخص، والميسورون دفعوا أكثر من ألف دولار، والنجم المحبوب، تقاضى تقريباً حوالي عشرة آلاف دولار في الدقيقة، لم يكرمهم بربع ساعة إضافية كرمى لهذه الحفاوة وهذا التهليل وهذا الحب الكبير.
لم يكن عمرو دياب النجم المحبوب على قدر هذا الحب الكبير…
هو لم يفعل شيئاً يُلام عليه، ولكنه استحق العتاب…
ونحن نقول له “العتب على قدر المحبة”..
ولعمرو دياب أقول بصوت الكبيرة نجاة،
لكن على أي حال …
نفسي أسألك سؤال ،
ضميرك مستريّح ؟
ماظنّش يا حبيبي!!
المصدر: أضواء المدينة