روكز ل “حصرا”: خطاب نصر الله سيؤسس لخارطة طريق جديدة.. و مصلحة إسرائيل التصعيد

أحمد ترو
غدًا الجمعة عند الساعة الثالثة من بعد الظهر الخطاب المنتظر لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي يأتي بعد أكثر من 3 أسابيع عن بدء “طوفان الأقصى”. ومنذ الإعلان عن هذا الخطاب صار مادة إعلامية دسمة، يقرأها ويحللها خبراء سياسيون وعسكريون، فثمة من يرى أن هذا الخطاب سيحمل معه حربا مشتعلة يدخلها لبنان، وآخر يعتقد أن رقعة الحرب جنوبي لبنان لن تتوسع وستبقى منضبطة إلى حد ما، إلا إذا أرادت إسرائيل الخراب للمنطقة، فيما كانت أبرز التحليلات التي لاقت اهتماما إعلاميا واسعا، للصحفي عبد الباري عطوان الذي عرض في تحليله عدة نقاط محتملة لمضمون الخطاب، أهمها -نقلا عن لسانه: “أخبرتني مصادر، أن السيد حسن نصرالله عندما التقى زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد، وصالح العاروري نائب المكتب السياسي لحركة حماس، لمح لهم بأن إذا رأيتموني على شاشة التلفزيون، فاعرفوا أننا أمام خطة كبيرة”.
فيما يشير العميد المتقاعد شامل روكز في حديث لموقع “حصرًا” إلى أن، “قوة الخطاب هي أنه يأتي بعد 3 أسابيع من بدء طوفان الأقصى، واعتقد أن الخطاب يؤسس لوضع خارطة طريق جديدة لكيفية المواجهة بالمنطقة، وليس ضروريا أن يكون انطلاقة حرب بقدر ما هو وضع حدود لها، وفي جميع الحالات هناك أمور غير واضحة لكن بالتأكيد، الخطاب سيضع النقاط على الحروف”.
وقد تصاعدت حدة الإشتباك بشكل لم تشهده الحدود الجنوبية منذ بدء “طوفان الأقصى”، حيث امتد اشتعال الجبهة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة من الشرق إلى الغرب، و أعلن حزب الله اليوم في بيان عن، “قصف 19 موقعًا ونقطة عسكرية صهيونية بالصواريخ الموجهة والقذائف ‏المدفعية والأسلحة المباشرة وحقق فيها إصابات مباشرة”.‏
فيما أعلنت كتائب القسام-لبنان عن، “قصف مستوطنة “كريات شمونة” ومحيطها ب 12 صاروخًا”.
في المقابل، تنفذ قوات العدو سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات عدة على طول الحدود الجنوبية، كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين، مهاجمة أهدافا حيوية لحزب الله.
إلى ذلك يشير العميد روكز: لا أعرف إذا كان حزب الله مضطرا للدخول بحرب، لكن إذا دخلها الأمور ستتجه بعيدًا، لأن قدراته هي احتياط استراتيجي لمجابهة ضخمة في المنطقة برمتها، وبالتالي فإن الاتجاه نحو الحرب سيمتد إلى منطقة الشرق الأوسط برمته، الأمر الذي يؤدي إلى إشتعال المنطقة”.
ويضيف، “الإسرائيليون غير قادرين على التقدم فهم يعتمدون على التدمير وقتل الأطفال والنساء والمسنين، كما أنهم غير قادرين على التقدم وحسم الموضوع بلحظة معينة، ولديهم أهدافا سياسية وعسكرية كبيرة وهم لا يحققون شيئا منها لغاية اللحظة، وعندما لم تحقق أهدافًا في عملية عسكرية معنى ذلك أنها فشلت، وحتى الآن سمة الهجوم السرائيلي هي الفشل اكثر من النجاح”.
وردا على سؤال، هل من مصلحة إسرائيل الدخول في حرب، يجيب، “مصلحة إسرائيل اليوم هي التصعيد لأن فشلها بغزة سيدفعها للبحث عن مكان آخر لتغرق العالم كله معها، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط”.
طائرات استطلاع لرصد التغيرات
شهدت المنطقة في الأيام القليلة الماضية تحليق دام ساعات لطائرة إستطلاعية فوق منطقة الجية وإقليم الخروب امتدادا إلى أقصى الجنوب، فـ “إذا وجود هذه الطائرات هو مؤشر تصعيد، فيما هذه الطائرات هدفها رصد التغيرات على الأرض، وذلك لأن العدو قد يكون محتفظا بخارطة ومعلومات كاملة ووافية عن مناطق الجنوب كلها، وبالتالي هذه العمليات للتأكد مما تغير ولتصحيح معلوماته واستطلاع أهدفا جديدة وتحضيرا لعمليات عسكرية”، يقول روكز.
مع دخول الحرب مرحلتها الثانية – الغزو البري – لم تتمكن القوات الإسرائيلية من التقدم بشكل واسع باتجاه قطاع غزة، وهذا ما أكده الناطق باسم حركة حماس في خطابه مساء اليوم حيث قال، ” مجاهدونا يواصلون التصعيد لقوات الإحتلال في محاور التوغل الصهيوني المختلفة، ودمرنا كتيبة دبابات وقتلنا وأصبنا عددا من جنود العدو، وتمكنا من الالتفاف خلف خطوط العدو والهجوم عليه من النقطة صفر، كما نفذنا هجمة مضادة مساء اليوم بمحور شمال غرب مدينة غزة ودمرنا خلالها 6 دبابات وناقلتي جند”.
وأكد أن، “أعداد القتلى لدى العدو الإسرائيلي أكبر بكثير مما يعلنه”.
في هذا الإطار يقول روكز، “حماس في ساحة النار وهي تقاتل وتقاوم وطبعا تدفع الإسرائيليين الثمن بعدم السماح لهم الدخول إلى غزة، إضافة إلى خسارتهم عشرات القتلى”. وأشار إلى أن، “ما تحققه حماس يرفع من معنويات الناس التي خسرت بيوتها وأبنائها”.
وبرأي روكز، “عملية “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية من بابها العريض، لأنها كانت منسية وأصبح العالم ينظر إلى الفلسطيني كأنه شعب الشتات، أما الآن على العكس فقد خلقوا روحا جديدة ومفاهيم جديدة للعودة إلى مفهوم دولة السيادة والعدالة والعودة إلى أرضهم بكل فخر وعز وعنفوان، وهذا المهم بالموضوع لخلق مفاوضات جديدة من خلال مؤتمر سلام حقيقي وليس مؤتمر سلام مشوه”.
قائد جيش لإدارة المرحلة
أما فيما خص اقتراب نهاية ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، والانقسام الحاصل بين من يريد التمديد له لمدة سنة، ومن يرفض ذلك، يقول روكز “أنا مع وجود مؤسسة عسكرية كاملة من قيادة جيش ومجلس عسكري، هذا كان يجب استدراكه من قبل، لكن للأسف فقد أدخلوا المؤسسة العسكرية في البازار السياسي وهذا أسوء ما يكون”.
يضيف: ” هم لا يحاولون كطبقة سياسية في لبنان دعم المؤسسة العسكرية كمؤسسة، بقدر ما يتجهون نحو تقاسم السلطة في هذه المؤسسة، إذ تخطوا العديد من البنود الدستورية، والمهم الآن أن يتفاهموا ويمددوا لقائد الجيش أو تعيين لرئيس الأركان، ومجلس عسكري”.
ويختم: “معنا من الآن لغاية 10 كانون الثاني، إذا تمكنوا خلال هذه الفترة أن ينتخبوا رئيسا للجمهورية فهذا جيد، لأن الحل ليس بالمؤسسة العسكرية بقدر ماهو مرتبط بكل مؤسسات الدولة وهذا الموضوع لا يحل إلا بانتخاب رئيسا للجمهورية، فإنتخابه يسهل كل التعيينات”.
انشر المقال
Scroll to Top