حصرًا- لم تكن السنوات الثلاث الأخيرة سهلة، على الطلاب اللبنانيين وأهاليهم، لما حملته معها من أزمات ومعاناة، اقتصادية وصحية، فلم يسلم الطالب اللبناني من خطر وباء كورونا الذي لعب دورا أساسيا في تراجع مستواه التعليمي جراء التعلم عن بعد الذي لم يكن قد تجهز له، لا هو ولا حتى الأساتذة الذين لم يكن لديهم الخبرة الكافية للتدريس “أونلاين”، إذ لم يخضعوا لدورات تدريبية تهيئهم لخوض غمار هذه التجربة، عداك عن الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي أرخت بظلالها على كاهل اللبنانيين، لتصبح فئة واسعة عاجزة عن تسجيل أبنائها في المدارس الخاصة، مما دفعها إلى اللجوء للمدارس الرسمية التي تعاني من إضرابات مستمرة على مدار السنة الدراسية، بسبب تقصير الدولة لجهة منح الأساتذة حقوقهم.
فاليوم وبعد مرور قرابة الثلاث سنوات على التعليم عن بعد، طرأت تغيرات عدة على هذا النوع من التعليم حيث تطورت تقنياته، وصارت الأساتذة أكثر تأقلما ومرونة في توصيل المعلومات للطالب، وفي هذا الصدد كان ل”حصرا” حديث مع مؤسس منصة الإقليم التعليمية، الأستاذ منير حمية، الذي أشار إلى أن: التعليم عن بعد وفر لطلاب المرحلة الثانوية الاستمرارية في تلقي التعليم ووفر مشقات السفر الى الخارج، فهناك العديد من الطلاب يدرسون بجامعات في فرنسا وهم في لبنان، وبهذه الطريقة يصبح الطالب على اتصال دائم بأستاذه، واعتقد أن هذا النوع من التعليم أعطى إيجابيات جدا مثمرة وناضجة في الحلقة الرابعة أي مرحلة التعليم الثانوي، لأن الطالب في هذه المرحلة هو المسؤول عن نفسه، أما بالنسبة لباقي الحلقات فتحتاج المزيد من الجهوزية والأساليب المتطورة.
تجربة فاشلة في فترة “كورونا”
وأضاف حمية: إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها التدريس عن بعد، ففي فترة وباء “كورونا”، فرضت وزارة التربية هذا النوع من التعليم، لكن التجربة كانت فاشلة، لجهة عدم توافر الخبرة الكافية لدى الأساتذة، كما أن الطالب لم يكن مستعد لخوض غمار هذه التجربة. أما اليوم فأضمن نجاحها مئة في المئة.
وأسف حمية إلى أن: التجربة الفاشلة للتعليم عن بعد في فترة “كورونا” زُرِعت في عقول الناس، ونواجه صعوبة في تغيير هذه النظرة، التي لن تتغير إلا عند تجربتها، فالعديد من الناس حاولت واقتنعت بأهمية التعليم عن بعد، فالتقنيات الحديثة حملت معها العديد من الميزات لتسهيل عملية الفهم لدى الطالب”.
منصة تعليمية لمساندة المدرسة الرسمية
أما بالنسبة للتسجيل بمنصة الإقليم التعليمية، قال موضحا: “أنصح بالدرجة الأولى، أن يكون الطالب مسجل بمدرسة، ونحن ندعوا الأهالي لابقاء أطفالهم في المدارس الرسمية، وهنا يأتي دور المنصة كسند للتعليم التقليدي، ونحن نعلم كم عانى الطلاب في المدرسة الرسمية خلال الثلاث سنوات المنصرمة”.
إذًا بتواجد هذه المنصة وإن تفاقمت الإضرابات لن تؤثر على المستوى التعليمي للطالب فما فاته من مواد بالمنهج تعوضه إياها المنصة.
جهود لبحث الملف مع وزير التربية
ونوه حمية إلى أن، هناك جهود لبحث هذا الملف مع وزير التربية وربما تكون النتيجة إيجابية، مشيرا إلى أن، “هذا النوع من المنصات حتى الآن لا يوجد قانون يسمح له الحصول على ترخيص، وحتى الآن نُعتبر أننا نقدم دروسا خصوصية، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستحمل معها تغيرات كثيرة”.
وفي السياق، رأى حمية: إن الوضع الاقتصادي الصعب يتطلب هذا النوع من التعليم، وخاصة للأهالي الذين لديهم عدة أطفال، فالمدارس الخاصة أسعارها باتت عالية جدا، إذًا هذه المنصة ستريح الأهالي من الأعباء التي يتكبدونها في سبيل التسجيل بالمدارس الخاصة، عداك عن المصاريف اليومية ورسوم التنقلات.
وختم: سنضع كلّ جهدنا ولن ننام حتى إنجاح هذه المنصة.
طالبة تشيد بالتعليم عن بعد
“التعليم عن بعد فشل في المرحلة السابقة لأنه كان جديد بالنسبة لنا” تقول الطالبة الثانوية أريج حمية، التي رأت أنه في الوقت الحاضر ومع التجربة تغيرت نظرتها كليا نحو التعليم عن بعد لجهة تطور التقنيات وسهولة استخدامها، إضافة إلى توفير كلفة المواصلات والزي المدرسي والمصاريف اليومية على الأهالي.
المصدر: حصرًا