وضعت شركة “نوزي” اليابانية المتخصصة في خدمة المواعدة بين الجنسين، مقياساً جديداً للحصول على شريك الحياة، وهو لا يعتمد على العمر ولا المظهر الخارجي أو الدخل المادي، بل على الحمض النووي . وهو يعكس التصورات المشتركة عن التوفيق بين الزوجين.
وسجل المئات من اليابانيين، آملين أن يجدوا تطابقهم المثالي بعد تحليل الحمض النووي. ويقوم العلماء في مختبرات طوكيو بفك شيفرة إيجاد التطابق من المركب الجيني H.L.A الذي يضم نحو 00016 من الجينات المختلفة المرتبطة بمسألة الإعجاب والانجذاب نحو الشريك، وتقوم الشركة بإيجاد تطابق بين الأزواج المحتملين بناء على تشابه أو اختلاف المركب الجيني لتسهيل مواعدتهم.
الحفلة الأولى
وعقدت الشركة أول حفلة لاطلاق الخدمة في طوكيو على أمل أن تتمكن من مطابقة 26 رجلاً وامرأة، ووفقاً لصحيفة “سورا نيوز” اليابانية. تطابق أربعة أزواج من بين الحاضرين، بمعدل توافق الحمض النووي فيما بينهم بأكثر من 80%، من ضمنهم جاءت بنسبة 98% بين امرأة تبلغ من العمر 32 عاماً ورجل يبلغ من العمر 41 عاماً.
وبحسب صحيفة “التلغراف” قال ساتورو فوجيمورا، مدير العلاقات العامة للشركة، نعتقد أن نسبة 50 %، من جاذبية الشخص لشخص آخر ترجع إلى الحمض النووي، والـ 50 %، الأخرى تكون بسبب البيئة.
ووفقاً للعلماء، فإن توافق الحمض النووي يستند إلى نظرية علمية بشأن البقاء على قيد الحياة، والتي تؤكد أن الناس أصحاب الحمض النووي الأكثر صحة ينجذبون إلى بعضهم البعض، استناداً إلى رغبتهم في إنجاب ذرية محتملة في مأمن من الإصابة بالأمراض، وأن خدمة مطابقة الحمض النووي تعكس التصورات المشتركة عن التوفيق بين الزوجين، فتقليدياً يختار الناس الشركاء على أساس الظروف، مثل العمر والمظهر والدخل السنوي، ولكن في مطابقة الحمض النووي نحن نعتقد أن الناس الذين يتوافقون في جينات الـ.H.L.A هم أفضل الشركاء المحتملين.
الانضمام إلى اختبار الحمض النووي تبلغ تكلفته 220 يورو، بالإضافة إلى 368 يورو لاختبار الحمض النووي ورسوم مطابقة شهرية أخرى قدرها 110 يورو.
وأصبح لدى الشركة 21 فرعاً في أنحاء اليابان التي تعد من أقل دول العالم في معدلات الزواج والإنجاب. ولم يتمكن نحو نصف العزاب اليابانيين الذين رغبوا في الزواج من العثورعلى شريك مناسب، بحسب الأرقام الحكومية.
وكانت دراسة استقصائية كشفت سنة 2017 أن من بين السكان اليابانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، 70 %، من الرجال غير متزوجين و60 %، من النساء غير متزوجات ولسن في علاقة مع الطرف الآخر، ويقضي الكثير من الرجال حياتهم في المقاهي، بحسب تقرير نشر في موقع “أتلانتك” الأميركي.